آخر المقالات

المصالحة اولا ... وعدم القبول بالخلاف !!!


المصالحة اولا ... وعدم القبول بالخلاف !!!
لا يوجد أي عذر مقبول بأن لا تكون المصالحة اولا ... وقبل أي شئ أخر .
ليس لأننا نعرف الكثير من الحقائق حول طرفي الانقسام .. والتي تعطل امكانية تحقيق تلك المصالحة في ظل ازمات طاحنة ... وقضية على وشك الضياع ... وشعب تنهار مقومات صموده وثباته على ارضه .
البحث عن التهدئة في ظل تهدئة قائمة وموقع عليها بالعام 2014 تحتاج الى وقفة جادة ودراسة موضوعية حول الاضرار والنتائج الايجابية التي يمكن ان تسجل من اتفاقية تهدئة جديدة في ظل استيطان مستمر وعدوان عنصري وسياسة تهويدية واستيطانية ... وفي واقع سياسة امريكية تريد شطب القدس ... كما تريد  شطب حق عودة اللاجئين .
تهدئة جديدة باتفاقية جديدة مع بعض الانفراجات لازمات انسانية بحسب الاقوال والتصريحات لا نرى فيها الجديد ... باعتبار ان المعابر منصوص عليها باتفاقية اعلان المبادئ بالعام 93 واتفاقية باريس الاقتصادية .
على اعتبار ان معبر رفح البري منفذ مصري فلسطيني لا علاقة له باسرائيل ... كما ان معبر بيت حانون وكفر ابو سالم منصوص عليهم باتفاقيات سابقة ضمن اوسلو وباريس الاقتصادية لتحرك البضائع والافراد ... فما الجديد من اعادة طرح الموقع عليه ؟؟
الحديث عن زيادة مساحة الصيد والتأرجح ما بين 6 اميال و 9 اميال و 12 ميل و 20 ميل مسألة محسومة باتفاقيات اعلان المبادئ والنص واضح حولها وكل ما يطرأ على غير ذلك يعتبر انتهاكا اسرائيليا .
كما ان الحديث عن مطار وميناء فهو ايضا موقع عليهم ومعترف بوجودهم بحسب الاتفاقيات الموقعه بين منظمة التحرير ودولة الكيان .. اعلان المبادئ وملحقاتها .. واتفاقية باريس الاقتصادية .. فما الجديد ؟!! ونحن لدينا مطار ياسر عرفات لكنه مدمر بفعل الة العدوان الاسرائيلية وميناء بحري تم وضع حجر الاساس لتشييده بحضور الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك ... فما الجديد الذي يمكن ان يضاف على أي تهدئة جديدة  ؟ الا اذا كان المقصود لا نعرفه ولا ندرك حساباته بمحاولة تغليف التهدئة بمشاريع انسانية لانقاذ حالة كارثية ستكون نتائجها الابقاء على الانقسام وتعزيز سلطة الامر الواقع ... كما انها محاولة نتائجها معروفة بحكم تجربة طويلة مع احتلال مجرم عنصري لا يتوانى  عن التدمير والتخريب دون سبب او عذر .
اذا لماذا الخلاف حول المصالحة اولا ؟! ولماذا الخلاف واتفاقية التهدئة بالعام 2014 لا زالت سارية المفعول مع بعض الانتهاكات والتجاوزات ؟! وما الافضل بالنسبة لنا وبحسب ظروفنا واولوياتنا الوطنية ان ننفذ المصالحة ... ام ان نسعى الى تجديد تهدئة ... هي بالاساس قائمة والمقصود اتفاقية 2014 .
نحن لسنا معنيين بتوتير الاوضاع ... حتى أننا لا يجب ان نعطي المبرر والذريعة لعدو مجرم يريد ان يضرب متى شاء واينما شاء .
التحديات التي تواجهنا كبيرة ومتعددة ولها علاقة بمضمون قضايا الصراع فالقدس ... وقضية اللاجئين وبقلم السياسة الامريكية يريدون شطبهم ... والغاء وجودهم بأي مفاوضات قادمة وما يسمى بصفقة القرن تنفذ بخطوات عملية ... ودون ضجيج اعلامي وحتى دون اعلان مسبق ... في ظل صرخات وعلو صوت لا نجد فيه ما يمكن ان يفيد في مواجهة مثل هذه السياسة الامريكية والتي تسير باتجاهات معاكسة لواقع مصالحنا ... والتي تلتقي مع الاطماع العنصرية الاسرائيلية .
من هنا نجد ان المصالحة اولا ... ليست ضد أحد بل تعمل من أجل قضيتنا وشعبنا ولا تعبر عن مصالح ضيقة لأجندات خاصة بل انها تعبر عن ارادة شعبية ... ورؤية وطنية .
ليس لنا أدنى مصلحة باختراق التهدئة القائمة .. لكن المصلحة الاسرائيلية متوفرة وبحكم المتابعة  فان الاغلبية من الاسرائيليين لا يرغبون بمثل هذه  التهدئة ... كما ان العديد من الاحزاب لا ترغب بها وتتطلع الى المزيد من العدوان والقتل والدمار .
الاهم بالنسبة لنا بما يخص الخلاف حول المصالحة اولا أم التهدئة اولا ؟! فالمفترض .. بل الواجب الوطني ان لا يكون مثل هذا الطرح الا بجانب المصالحة اولا ... وعدم الحديث عن التهدئة القائمة اصلا والموقع عليها باتفاقية 2014 والتي لا تستدعي المزيد من الاتفاقيات الامنيه في ظل عدو مجرم وعنصري ويعمل على العدوان والقتل والدمار في الوقت الذي يريده ودون أدنى عقاب او مراجعة او محاسبة وهذا ما يعتمد على الحكمة الفلسطينية وعدم اعطاء هذا العدو فرصة العدوان من خلال الميدان ... ومن خلال تنفيذ المصالحة اولا والسير على طريق انعاش اقتصاد القطاع ومعالجة ازماته وتدني خدماته ... وحتى يتم الربط حول شقي الوطن في ظل السلطة الوطنية ومرجعيتنا منظمة التحرير الفلسطينية ممثلنا الشرعي والوحيد والعمل على تعزيز الشراكة الوطنية بداخل مؤسساتها لأجل تعزيز النظام السياسي الفلسطيني .
الكاتب : وفيق زنداح
شكرا لك ولمرورك