آخر المقالات

احلموا... يا شباب

شبابنا حلم حياتنا ... وامالنا التي نبني عليها تطلعاتنا ... شبابنا الحالم وحقه أن يحلم ويفكر ... حقه ان يعمل ويبدع ويبتكر ... وان يخرج من دائرة الضيق والانحباس وطوق الواقع... حاملا امال كبيرة لا يوقفها مانع... ولا يسد أفاقها قاتل الاحلام ومحبط التمنيات ...ارادوا لشبابنا ان يكونوا حبساء الزمن والمكان والواقع أرادوهم ان لا يعيشوا الحلم الكبير والصغير وان يبقوا في دوائر اليأس والاحباط ومحاولات الهروب الى المجهول ... أرادوا لهم الموت السريع أو البطيء... فإما الغرق واما الانتحار ...كآبة واكتئاب وتشاؤم مطبق ونظرة سوداوية لا بصيص نور فيها .
شبابنا الحالم والذي لا يقبل باستسلامه وما فرض عليه من سوداوية المكان والزمان ومن بطالة مفروضة وفراغ قاتل ويأس مخطط ...ينطلقون الى حيث الأمل المتجدد والى حيث الأمل المبدع بقراءتهم وتعليمهم وتسلحهم بالإيمان والثقة... لا يقبلوا بواقع يائس يتملكهم ولا بإحباط يكسر عزيمتهم ... يتفوقون على واقعهم ويسعون لجعل الحلم حقيقة بعد ان كان فكرة عملوا على تنفيذها بروح الشباب المتجدد والعمل المبدع والفكر المستنير والارادة المتحدية للواقع ليتقدموا الصفوف ويستمروا بأحلامهم حتى وان كان حلم أن يكون الواحد منهم رئيسا او وزيرا او نائبا ... احلموا ان يكون منكم المسؤول والموظف والعالم والصانع والفلاح ... اعملوا بقدر احلامكم وتسلحوا بالثقافة والعلم والوعي بقدر ما تحلمون ولا تسمحوا بموانع الاحلام وتحقيقها طالما الحلم مشروعا .
احلموا بالخير واقتلوا الشر بداخلكم ...ولا تجعلوا للأحقاد أن تتملككم.. بل اجعلوا المحبة والتسامح والمودة تحرككم وتدفعكم لتحقيق احلامكم .
شبابنا احلموا ولا تهابوا الحلم ...لأن الأحلام أحلام يقظة وادراك وتفكير عميق ومعطيات دافعة وأمل مقبل فالحلم سيتحقق لكم أو لغيركم وسيحصل كل منكم على ما قسم له وما عمل على تحقيقه وليس بالضرورة أن تتحقق كافة الأحلام وهذا ليس مدعاه يأس ان لم يحقق كلا منكم ما تمنى وحلم به .
أجيالنا وقد حلمت وعاشت الحلم وهناك من ماتوا او استشهدوا أو أسروا ولم يحققوا أحلامهم ...وهناك من لازالوا على حلمهم... وهناك من قبل بما قسم له ...وهناك من لم يسلك درب تحقيق الأحلام... وهناك من هم يقاتلون انفسهم وغيرهم من أجل تحقيق أطماع لهم والفرق شاسع وكبير بين أن نحلم للخير أو أن نطمع للشر كما الفرق بين الحلم المشروع والاحلام غير المشروعة .. بين الحلم والقدرات الذاتية التي تحيط بمن يحلم ومن لا يمتلك المؤهلات والقدرات وحتى لا يصاب بانتكاسة ويتملكه الاحباط .
احلموا... يا شباب ...ولا تنظروا للوراء الا بمقدار ما حققنا وليس بمقدار ما فشلنا بتحقيقه ... استفيدوا من تجربة الصبر وتجاربنا المريرة واخفاقاتنا الكثيرة ولا تهدموا انجازاتنا حتى ولو كانت قليلة ... خذوا بفعلنا الطيب ولا تنظروا الى أفعالنا ومؤامراتنا التي خرجت من القلة القليلة...وأطماعهم التي خدعنا فيها... لا تلتفتوا الى عيوبنا وانقسامنا على انفسنا ولا تجعلوا من الزمن الواقع والمرير تجربة لتكرارها ... احلموا يا شباب ولا تجعلوا من تجربة أجيالنا الا دروسا وعبر لكم واستفيدوا بالقدر الذي لا يجعلكم تخطئون ...واجعلوا مما أنجزنا دافعا لكم ومن اخفاقاتنا درسا لكم... واستمروا بحلمكم بعلمكم بثقافتكم بتطوير انفسكم بما يحقق الاحلام والتمنيات من خلال العمل الدؤوب والارادة القوية والفكر المستنير والايمان بفكرة الحلم والعلم المتطور والسلوك الطيب وتعلموا بأن ليس هناك مستحيل وليس هناك شيء بعيد المنال كل شيء ممكن ان يتحقق اذا ما احسنتم النوايا والعمل وانضجتم الفكرة وتملكتم ادوات ومهارات تنفيذها... فالمجال يتسع للجميع منكم دون تفرد واستفراد حتى وان شعرتم للحظات ضيق الحال ومرارة الحياة والفراغ المميت والحصار القاتل والبطالة المحطمة للآمال واثبات الذات .. لا تجعلوا اليأس يتملككم والحسرة تملأ قلوبكم وظروف الواقع تحبطكم...لأن بقاء الحال من المحال والكل يتغير وسوف يتغير بحكم عوامل الزمان والمكان واستخلاصات التجربة ونتائجها ولكن الأهم ان تحلموا وان تغيروا ما بأنفسكم وبما يحقق أحلامكم ... لا تجادلوا بالحق ...ولا تعاندوا من ينصحكم ...يا شباب انتم الأمل ... فلا تقتلوا امالنا .. انتم الحلم فلا تقتلوا احلامنا .. انتم المستقبل فلا تقتلوا مستقبلنا .. فكفى ما عشناه ...وكفى ما جربنا... وكفى ما استخلصنا... فلا نريدكم أن تخوضوا ما خضناه ...وأن تجربوا ما جربناه... وأن تفشلوا بما فشلنا به... وحتى يبقى حلمكم وحتى وتستطيعوا أن تنفذوا هذا الحلم وأن لا تقبلوا بكابوس الواقع .
قد لا يكون من حقي أن أعبر عن شباب الحلم أو حلم الشباب لأنني لست شابا بل تقدمت بالعمر ولي أبناء وأحفاد وبالتأكيد لهم أحلامهم كما انتم لكم أحلامكم كما كل شباب فلسطين الحالم والذي يعيش كوابيس الواقع وانتكاسات المشهد وويلاته الكارثية ومشاعر الاغتراب داخل الوطن وشعور الفراغ القاتل والاهمال وعدم الفعل واثبات الذات .
تركنا شبابنا لعالم التكنولوجيا يولد لهم الثقافات عبر ما ينشر عبر صفحات الانترنت والفيس بوك ولم نعدهم اعدادا قويا في ظل سياسة التلقين... و تربية التلقين... و تعبئة التلقين...وتعليم التلقين... دون افساح المجال للحوار والنقاش ومساحة الديمقراطية في القول والاستماع والممارسة والاستماع الى أفكارهم وقضاياهم وما يحلمون ويتمنون .
نحن بحاجة الى بناء انسان جديد... وبمواصفات وسمات قادرة على التعايش مع عالم التكنولوجيا وليس سياسة التلقين والشخوص التي تتحرك بالريموت كونترول وكأنهم الات تعمل دون تفكير ... نريد لشبابنا الحالم المفكر والمبدع والمبتكر والمجتهد أن يتحرك بمهارات عالية وقدرات كبيرة حتى يشق طريقه في الحياة متسلحا بإيمان وعقيدة وقدرة عالية على اثبات الذات والنجاح وتحقيق الطموحات .
شبابنا مخزون حياتنا ...وأمل مستقبلنا... بحاجة الى رعاية كاملة وظروف ملائمة وحتى نبقي على شبابنا الحالم ...وأن لا يستمروا بالعيش بكوابيس الواقع.
شكرا لك ولمرورك