آخر المقالات

قمة بيروت الاقتصادية ... والحالة العربية !!!


قمة بيروت الاقتصادية ... والحالة العربية !!!
عقدت القمة العربية الاقتصادية الاجتماعية والتنموية اجتماعها بالعاصمة اللبنانية بيروت بدورتها الرابعة ... وفي واقع احوال تؤكد على اهمية البعد الاقتصادي والاجتماعي والتنموي ... بعد ما حدث من زلزال سياسي وأمني داخل المنطقة بقعل خطة امريكية اسرائيلية تحت ما يسمى بثورات الربيع والتي أحدثت الخراب والدمار والتراجع الاقتصادي وانخفاض مستوى التنمية ومعدلات الفقر  التي ازدادت .... وتوقف عجلة الانتاج ..... وزيادة التخريب والدمار بالمدن بفعل تدخلات أمريكية اسرائيلية شاركها بعض دول الاقليم والذين شاركوا بفاعلية في احداث الخراب وعدم الاستقرار ... وحتى حالة النزوح وبالملايين من ابناء الامة وكأنهم ينفذون مشروع اعادة توطين الشعوب .
ملايين العراقيين وملايين السوريين والليبيين والتونسيين في واقع نزوح الملايين من الفلسطينيين بفعل احتلال مجرم عنصري ارهابي لا يختلف في مخططاته قبل عقود طويلة ... عما يجري بالمنطقة قبل سنوات قليلة ... الاهداف واحدة .. والوسائل تختلف بين مرحلة واخرى ... لكن النتائج المخطط لها قائمة ومتطورة بفعل الظروف والمتغيرات  الاقليمية والدولية .
اعمال القمة في بيروت تشمل الكثير من الملفات حول الامن الغذائي العربي ... والبرنامج الطارئ الامن الغذائي العربي والتبادل التجاري وحول الاطار الاستراتيجي العربي للقضاء على  الفقر متعدد الابعاد 2020 – 2030 مجموعة من المشاريع والاقتراحات حول طاولة اعمال القمة العربية الاقتصادية والتي تدفع الى تفعيل السوق العربية المشتركة والى تحرر السلعة العربية وزيادة التجارة البينية بمتابعة كافة القضايا التي تحتاج الى مساعدات سريعة كما القدس والشعب الفلسطيني الذي يرزح تحت نير الاحتلال والذي يحتاج الى دعم عربي بكافة السبل والوسائل ... والى زيادة المساعدات لوكالة الغوث (الاونروا)
المنطقة العربية والتي يعيش فيها ما يقارب 20% ممن يعيشون اوضاع الفقر متعدد الابعاد ... وهذه المنطقة التي تأوي نصف لاجئي ومشردي العالم والتي تستغل نتيجة عوامل ضعفها لزيادة الاعباء عليها .... واستغلال مواردها واستثمار امكانياتها ومواردها المالية والنفطية بالدول الصناعية الكبرى والمتحكمة في التجارة العالمية .
الشعوب العربية  أمامها تحديات كبرى لها علاقة مباشرة بمدى قدرتها على العمل والانتاج الصناعي والزراعي والحيواني ... كما مدى قدرتها على الصناعة التكنولوجية وتغطية استهلاكها وخفض معدلات استيرادها وزيادة معدلات تصديرها .
يجب ان لا يبقى معدل التوازن التجاري لصالح الاخرين ... بل يجب ان يعدل هذا الميزان والذي على اساسه يمكن لمعدلات التنمية ان تزداد ... ولمعدلات الفقر ان تنخفض ... ولزيادة الدخل ان ترتفع .... وللإيرادات ان تزداد وان تكون اقتصاديات الدول قادرة على تحقيق اكتفاءها الذاتي وتطوير قدراتها وامكانياتها التطويرية التشغيلية والاستثمارية .. وان لا يبقى العالم العربي سوقا مفتوحا لبضائع الاخرين ولاستغلالهم على حساب الاقتصاديات العربية .
ما جرى بالسنوات الماضية ومنذ المشروع العنصري الارهابي الامريكي الاسرائيلي المسمى بثورات الربيع في اطار مشروع الشرق الاوسط الكبير والصغير وما جرى من فلتان أمني ... ونزوح اضطراري ... ودمار وتخريب حدت في بعض الدول العربية ... وتحملته دول اخرى مثال النازحين السوريين الاشقاء الذين ذهبوا الى لبنان والاردن ومصر وتحملت تلك الدول تبعات هذه الملايين ... كما الدول ذاتها التي تحملت ما حدث بداخلها من دمار وتراجع اقتصادي وانهيار بمنظوماتها ... واشعال نار الفتن الطائفية بداخلها ... كلها بمجموعها أكدت على خطورة ما تم تخطيطه ... وما تم تنفيذه ... وما حدث من نتائج حتى الان ... والتي يريدون استكمالها وتوفير كافة متطلباتها لمشروع الصفقة الامريكية والسلام الاقليمي والتطبيع مع العدو الاسرائيلي ... وهذه ملفات يجب ان تكون على طاولة القمة حتى تكون الخطط المقابلة ... والقرارات المضادة ... وحتى يحافظ العرب على ممتلكاتهم ومقدراتهم التي طالما كانت لا تستغل بل تهدر .
عقد القمة الاقتصادية في لبنان بعد ان كانت القمة السابقة بالرياض يؤشر على ان امتنا تحتاج الى مثل هذه القمم الاقتصادية كما احتياجها الى القمم السياسية في ظل تحديات بمجملها وعناوينها سياسية اقتصادية حتى تتمكن الامة من مواجهة ما يخطط ويدبر ضدها .
 الكاتب : وفيق زنداح
شكرا لك ولمرورك