آخر المقالات

التقييم ...وارادة الاصلاح !!


التقييم ... وارادة الاصلاح !!
اذا ما كنا بحق قد بذلنا الجهد واستثمرنا الطاقات لأجل اجراء التقييمات المطلوبة .....وتحديد مكامن القوة والضعف..... فإننا وبحكم المتابعة لمجمل التقييمات التي تجري ما بين فترة وأخري .... وما بين حين وأخر لا تجد الارادة الحقيقية للإصلاح !! .
 فاذا كانت الحقيقة تتحدث بأنه لم تجري تقييمات حقيقية كما يتكرر بأقوالنا.... وأنه اذا ما حدث تقييمات فربما يكون البعض منها سطحيا ولا يتحلى بالعمق المطلوب .... وأن عدم قدرتنا على اجراء التقييمات المطلوبة ووفق الاصول والاسس المعهودة بكافة نظريات الادارة سيزيد من اعبائنا .... وسيجعل المجال متسعا لارتكاب المزيد من الأخطاء وليس تصويب المسار .
الارادة الخالصة والمخلصة القادرة على احداث الاصلاح المطلوب ....لا زالت متعثرة ويشوبها الكثير من الشوائب والمعيقات وعدم القدرة على الانجاز ...ولذلك اسباب عديدة لها علاقة بالفساد ...كما لها علاقة بالجهل والتجاهل لحقيقة الاخطاء وكيفية معالجتها .
الاصلاح ولكل منا نظرته ونظرياته  الخاصة بناء على تقييماته التي يري في نتائجها ما يمكن أن يشكل قاعدة للمعالجة .
ربما يكون البعض من القادرين على تشخيص الحال وابداء وجهه النظر حول تفاصيل حياتنا وعلاقاتنا ....لكننا لسنا بقادرين على بلورة ارادة جامعة وقادرة لاحداث التغيير الحقيقي !! .
شعاراتنا .... ومجمل الخطابات الملازمة بكافة المناسبات والمتغيرات ....لا تخرج عن نطاق المثالية والشعاراتية وما يجب أن نفعل !! .... لكن حقيقة واقعنا وعلاقاتنا وجزء كبير من ثقافتنا قد اصابها العطب والخلل والي درجة الفساد والافساد !!... والي درجات عالية من الكذب والنفاق !!
جماعة الشطار !! ... كما جماعة الفاسدين .... الكل يتمترس حول نظرياته  ...و شعاراته ... ولا يستطيع أيا منهم الخروج عن دائرة جماعته ومصالحهم ونظرتهم الضيقة ....وبما يمتلكون من قدرة خاصة ...وارادة منفردة.... يجدون فيها افرازا طبيعيا لسياق قائم ومتواجد ومتحكم بمفاصل الحياة .
بهلوانية الفكر والممارسة !! ...وكأن البعض يري أن بمثل هذه الثقافة الخاصة وكأنه دور يؤدي على خشبة المسرح ....ليؤدي صاحب الدور .... دوره بحسب السيناريو المعد ... والمشهد المطلوب ... وحتي تسدل الستارة ...ويذهب الجمهور ليغادر بما شاهد واستمع اليه !! .... ما نشاهد ونستمع اليه يخرج عن كل سياق طبيعي ....تاريخي ... ثقافي... اجتماعي .... وطني .... وانساني !! .
حديث الناس تحمل عناوين الشكوي ...والضجر والغضب..... نتيجة حالة من الحرمان والقهر وفقدان الثقة ..... وضياع الامال ....كل شيء في مجتمعنا يحاط ويتداخل فيه الكثير من التفاصيل والمفردات والمقولات التي تزيد من مساحة الالام لترهق المتحدث كما المستمع .... وحتى كما الساكت عن الكلام !! .
وصلنا لحالة غريبة ...عجيبة ...مذهلة .... مشهدها وتفاصيلها وعناوينها فيها الكثير مما هو خارج العقل والمنطق والصواب .!!! ...فهل يعقل أن الناس تتحدث وتستمع وتشعر دون غيرها من كبار القوم !! .
كبار القوم !! ...ربما يتحدثون كثيرا لكنهم بأفعالهم القليلة ....أمام شعاراتهم الكبيرة والتي تصل الي حد الأندلس وسور الصين العظيم !!! .... وكأننا دولة كبري لديها من الموارد والقوة ومصادرها لإحداث ما لا يتوقعه الاخرين !! .
المواطن الذي يستمع الي الشعارات الكبيرة .... ولا يجد قوت يومه وبداخله من الأزمات والمشاكل والقهر والذي يصل الي حد الجوع ...والبحث عن لقمة العيش وشربه الماء ...لا يتوقع أحد من هذا المواطن أن يستمع !! ....ولا حتى أن يشاهد !!! ... ولا حتى أن يصدق !! .
نجرم بحق أنفسنا..... ونحن نسير على هذا الطريق .... دون تقييمات جادة ... ودون ارادة خالصة مخلصة .... لإنهاء وشطب هذا الفصل الاسود والمأساوي والذي فيه الكثير من العار ...كما فيه الكثير من المآسي التي لا يتحمل اللسان قولها .... ولا حتى القلم كتابتها .
وكل عام وأنتم بخير
الكاتب : وفيق زنداح

شكرا لك ولمرورك