آخر المقالات

لماذا الرئيس ؟؟!!

لماذا الرئيس؟؟ !!
ما اشبه اليوم ....بالأمس القريب ......وكأنها ثقافة سياسية لا نستطيع الاستغناء عنها ....ولا بديل عنها في سياق خلافات سياسية ....لا نعرف لها أساس ولا نري لها نتائج .
قلنا (نعم ) او قلنا (لا ) فالرئيس محمود عباس بصفته الاعتبارية وما يستند عليه رئيس دولة فلسطين ...... رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلنا الشرعي والوحيد والمعترف بها عربيا واسلاميا ودوليا .....والممثل لنا والمعتمد بكافة المنابر والمؤسسات الاقليمية والدولية وبعضوية الأمم المتحدة والمؤسسات التابعة لها وهو يمثل العنوان الشرعي والرسمي بما يزيد عن 130 سفارة وممثلية وقنصلية بكافة أنحاء العالم .....وهو يمثل الشرعية الوطنية وهو الرئيس الذي يستقبل بكافة عواصم العالم ..... ويرفع له العلم ويعزف له السلام الوطني الفلسطيني .
هذه حقيقة سياسية قانونية واقعية وتاريخية ..... ولا يستطيع أحد أن يغير من هذه المعادلة وهذا الواقع .....الا عبر صناديق الاقتراع لانتخاب رئيس جديد .
وعلى فكرة ......وحتي يكون الامر واضحا ....فانتخاب الرئيس هو للسلطة الوطنية الفلسطينية وليس باقي المسميات التي يتمتع بها الرئيس محمود عباس .
ما يدفعني الي هذا القول..... ليس التأكيد على الحقائق وليس محاولة التذكير لمن لا يعرف .....بل نحن جميعا نعرف وندرك هذه الحقيقة ونحاول بالصوت والصراخ والتصريحات والتدوينات وبخيال واسع .....وبأحلام لا حدود لها .....وكأن بإمكان البعض منا أن يغير من هذه المعادلة .....وأن يجعل منها من الماضي .....الا أن الحقيقة ثابتة وراسخة ويسمع صوتها ....ونري صورتها ......في كافة العواصم الدولية .....وأمام رؤساء الدول ...وسنراها بعد أيام من على منبر الامم المتحدة والرئيس يخاطب العالم بأسره .
من هنا لا أري فائدة تذكر ....من أي تصريحات او تدوينات فيها من المغالطات والأخطاء وحتى القذف  والتشهير..... واستخدام المفردات التي لا يليق استخدامها ..... والتي هي بالأساس لا وجود لها بقاموسنا الوطني ولا نري منها فائدة تذكر .... وبحكم تجربة طويلة من الخلافات الفلسطينية الفلسطينية لم نري أدني فائدة من مثل هذه التصريحات بل على العكس تماما..... فقد ردت الي أصحابها بكافة نتائجها السلبية ..... وشكلت مانعا وسياجا  من امكانية المرونة والتقدم خطوه للأمام على طريق ايجاد الحلول  لملفات عديدة .
على كل حال اتمني من كل قلبي أن يتم مراجعة مثل هذه التصريحات وهي بالأصل تدوينات ......ولا أعرف ان كانت تمثل اصحابها ....أم تمثل الموقف الرسمي لحركة حماس ....لكنني أعتقد أن حركة حماس لديها من القدرة والوعي والمعرفة بأن لا تدخل نفسها في حرب اعلامية ....ومناكفات سياسية ..... وتجاذبات لا أول لها من أخر ..... في ظل تحديات وأزمات تواجه الحركة بحكم سيطرتها على القطاع وسكانه ....وأن مثل هذه التصريحات ستزيد المشهد تعقيدا وتشابكا ....ولا تساعد على ايجاد الحلول الممكنة للملفات والازمات القائمة .
لن أتحدث بما قيل عبر تلك التدوينات بمفرداتها وكلماتها المرفوضة .... والتي لا تقبل ولا يجب قولها ....بإمكان المتحدثين والسياسيين كما الكتاب والمحللين أن يقولوا آرائهم بحكمة وعقل...... مستندين الي أصول وثوابت وليس الي أحلام يقظة ....وكأنهم يريدون ان يأتي الصباح ولا يجدون هذا أو ذاك ....يمكن لكل انسان ان يخطيء التقدير والحساب وحتى التصريح واختيار الكلمات .....لكن هذا الانسان اذا ما اعتذر او على الأقل صحح ما يقول..... فانه يكون بعين الرأي العام أكبر كثيرا من أن يتمسك بمقولات وكلمات يعرف بذاته أنها ليست حقيقة..... وانها تأتي في سياق التمنيات .....ومن منطلق الخلافات والصراعات والمنافسات ما بين مسارين وبرنامجين .
نحن الاعلاميين نتابع ما يقال وبحكم منطلقاتنا الوطنية وعدم انتمائنا لأي حزب أو حركة..... نري الصورة بشموليتها ....وبتفاصيلها الصغيرة والكبيرة...... ونعرف قدر الكلمات والمواقف...... وهذا ما يثير لدينا حقيقة السؤال
هل ما جاء بمثل  هذه التدوينات يحمل طابعا رسميا .... أم رأيا شخصيا ؟؟!!
فالفرق شاسع اذا ما كانت التدوينات رسمية ..... وهذا حق حتى وان كنا نعارض مثل هذه المفردات والكلمات والمواقف .....واذا ما كان موقفا شخصيا  فان لكل مواطن حق القول بحرية تامة..... ولكن في اطار ضوابط وطنية وأخلاقية وقانونية .... فالحرية المنضبطة نحن بحاجة اليها .....وليس بحاجة الي الحرية المنفلتة .... والتي لا تسمي حرية بالمعني الحقيقي بل ممكن ان تكون فوضي وفلتان اعلامي...... ان لم يكن أكثر من ذلك .
نامل بالمراجعة الدائمة ..... وحتى نكون بصورتنا ومواقفنا أكثر قبولا وجدية واتزان ..... أمام أشقاء يبذلون من الجهد ويقدمون من وقتهم وامكانياتهم لأجلنا .......وكان الأهم بالنسبة لي أن أرحب بالوفد الأمني المصري وقدومه الي غزة هاشم .....لكن مثل هذه التصريحات أثارت غضب الكثيرين واشمئزازهم .....وعدم قبولهم ......بوصول احد الي هذا الحد المرفوض وطنيا .
بكل الاحوال فان قدوم الوفد الامني المصري برئاسة اللواء احمد عبد الخالق مسئول الملف الفلسطيني ..... وسعادة سفير مصر لدي السلطة الوطنية الي غزة ولقاء الأخوة بحركة حماس .... في اطار الاهتمام المستمر والمتزايد من قبل الشقيقة مصر لمتابعة كافة الملفات .... وايصال مواقف النصح بحقيقة الأمور وما يجري ......وما يمكن أن يحدث ...يأتي في اطار الواجب القومي لمصر الشقيقة التي تحرص على فلسطين وشعبها ...... وتعمل بكل جهدها وطاقتها من أجل وصولنا الي اتمام المصالحة .....وتثبيت التهدئة .....وحتى ينعم سكان القطاع بالاستقرار والامن والازدهار الاقتصادي ....بعد أن وصلت الامور الي الحد الذي لا يطاق .....ولا يحتمل...... نتيجة أزمات وكوارث متفاقمة ومتزايدة...... بحكم انقسام مستمر منذ ما يقارب 12 عام .
تمنياتنا للوفد المصري الشقيق بالنجاح في مهامه .

الكاتب : وفيق زنداح


شكرا لك ولمرورك