آخر المقالات

للرئيس السيسي .... لا تتركنا وحدنا


للرئيس السيسي .....لا تتركنا وحدنا
نخاف حالة الفراغ..... كما ونخاف غياب الظهر ..... وفقدان الامل ...... وملابسات الواقع ..... وضبابية المستقبل ...... وقادم الزمن القريب والبعيد وما يحيطنا ويتداخلنا من أخطار ومخاطر .
مصر الشقيقة أكبر بلد عربي بكل ما لها من قيمة ومكانة ودور .....ليس جارا وبلدا عاديا بالنسبة لنا ...... بل لها كل ما يمكن أن نقول من عزة وفخار ....تقدير واحترام ..... وايمان عميق وثابت .....يؤكد المؤكد ....ويثبت المثبت ..... بما بذاكرتنا وقلوبنا ....مشاعرنا وثقافتنا ...... أدبياتنا وفكرنا ....وما تعلمنا واكتسبنا من خبرات التجربة ...... التي اوضحت لنا بما لا يدع مجالا للشك أن مصر العربية أقرب لنا من غيرها ..... وأعز الي قلوبنا ....وهي البلد العربي التي تشعر بنا ....وتتحسس الامنا وامالنا دون أن تسمعنا كلمة تغضبنا ....ودون أن تدير الظهر لنا ...ودون أن تقطع السبل بنا .
مصر حاضرة بكل مكان وزمان وعبر عقود طويلة وبداخل كل منا ....ولا يمكن أن نقبل لها الا المزيد من الرخاء والسلام والامن والازدهار ......لأنها تمثل ضمير العرب ..... ورمز امتنا ..... والسند الحقيقي لنا .... والداعم الوحيد المتبقي لنا دون مصالح ..... وأجندات وحسابات  خاصة.
في مقالة لي قبل أعوام كتبت فيها للرئيس محمود عباس (لا تفكر بتركنا وحدنا ) وتم نشرها بالعديد من المواقع الاخبارية المحلية والعربية .
 ولقد كان في حينه للمقال أسباب ودواعي سياسية ووطنية وانسانية بأننا لسنا في هذا القطاع بحمل( الفـــــــراغ ) وأن ما يقال في اطار المناكفات والتجاذبات مجرد كلام بالهواء ....... لا قيمة له أمام الحقائق الراسخة والثابتة ......أننا كفلسطينيين لا نستطيع في ظل ازماتنا والتحديات التي نعيشها  والتي تواجهنا من امكانية أن نعيش لحظة (فــــراغ )واحدة ..... باعتبار ان الشرعية الفلسطينية ممثلة بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلنا الشرعي والوحيد ......وبمؤسساتها المجلس الوطني ....والمجلس المركزي واللجنة التنفيذية ...... وبذراعها على الأرض الفلسطينية السلطة الوطنية باعتبارها الاطار السياسي والقانوني والاداري ..... المنظم لحياتنا العامة والخاصة داخل أراضي السلطة الفلسطينية ...... والتي لا يمكن الفصل بينهم .
فهم بحقيقة الأمر يمثلان صورة المشهد الشرعي للشرعية الفلسطينية بكل اهدافها وخياراتها وامكانياتها ...نتمسك بها تمسكنا بقضيتنا وشعبنا وتطلعنا لانجاز مشروعنا التحرري القائم على الحرية والاستقلال واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بحدود الرابع من حزيران 67 وعاصمتها القدس .
بقدر تمسكنا بالشرعية الوطنية الفلسطينية ..... وعلى ذات المستوي والاهمية والضرورة .... نتمسك بمصر الشقيقة وعلى رأسها فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي ....تمسكا له عمق وجذور  بحكم علاقات داخلية واستراتيجية ...... وليس بحكم واقع الحال بكل ازماته وتداخلاته .
علاقاتنا بمصر الشقيقة لم ولن تكون وليدة مرحلة ...... أو نتيجة مصلحة انية  ...... أو رؤية ضيقة ..... بل انها كانت وستبقي علاقات استراتيجية ترسخت بعقولنا وذاكرتنا وقلوبنا ....جيل وراء جيل ....وعبر عقود طويلة .
سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي حفظه الله ...
رئيس جمهورية مصر العربية ...
تحية احترام وتقدير وبعد :
سيدي الرئيس وبحكم المهنة والمتابعة والعمل الاعلامي فلقد تابعت منذ صباح اليوم بعض ما قيل عبر الاعلام العبري والذي بمجمله يحاول أن يثير عاصفة بغير محلها ومكانها ...... وأن يزرع خلافا بغير موضعه ..... لجهل وعدم معرفة بحقيقة ما يربط مصر وفلسطين ..... وما يحكم هذه العلاقة من استراتيجية قومية ..... لا تهزها الرياح ولا توثر فيها العواصف .
اسرائيل وبحكم مصالحها وأطماعها ...وعدم التزامها بالاتفاقيات الموقعة وعدم دفعها لاستحقاقات التسوية السياسية ..... تريد الابقاء على انقسامنا  حتى تستمر بالتلاعب حول مفهوم الشرعية والتمثيل ...... كما أنها لا تريد للشقيقة مصر  أن تتصدر الدور والمكانة والمشهد في ظل حسابات قد تربطها احيانا بقطر وتركيا ...وما يمكن ان يسجل على ايران والتنظيم الدولي للاخوان والبعض الاخر ممن لا يتمنون استمرار علاقاتنا الاستراتيجية في اطار أحلامهم وهواجسهم وكوابيسهم التي لا تفارقهم .
سيـــدي الرئيـــس :
وانت الاقدر والاعرف بحكم معلومات وليس استنادا لتحليلات اعلامية ...... ومسئولياتكم الكبري على الامن القومي المصري ...كما الامن القومي العربي وبحكم القطاع يمثل جزءا من الامن القومي المصري ..... فان ما يقال عبر الاعلام العبري لا يمكن أن يسجل في اطار التعبئة الاعلامية بقدر ما يمكن ان يكون بقدر التمنيات الحقيقية التي يعملون من أجلها .....والتي تثير فينا الكثير من المخاوف حول حقيقة المرحلة القادمة ..... وعدم قدرتنا على ان نعيش الفـــــراغ وفقدان الامل ......وما يمكن أن ينتج عنه من تطرف فكري قد يؤدي الي صناعة قوي لا تخدمنا .... ولا تخدم الامن القومي المصري .
سيـــدي الرئيـــس :
هنا على هذه الأرض شعب طيب وكريم ....شعب مرابط وصامد .... شعب يتطلع للحرية والعيش بظروف انسانية..... أزماتنا وكوارثنا تتعدي لقمة العيش وشربه الماء ....وانقطاع الكهرباء  على أهميتها ....أزماتنا في أجيال عديدة تعيش ظروف قاسية دون واقع مناسب ودون مستقبل منتظر ....عشرات  الالاف من الخريجين ..... وعشرات الالاف من العمال المهرة ..... لا زالوا عاطلين عن العمل كما أن هناك انهيارا للمنظومة الاقتصادية فالمحلات تقفل .... والمصانع تغلق ويسرح عمالها ...... الحياة بدأت بالتلاشي ..... ضمن انهيار المنظومات الاقتصادية والاجتماعية والانسانية .
سيـــدي الرئيـــس:
 نتحدث معكم عبر الاعلام .... ونثق بنظرتكم وخطواتكم ..... وما يمكن أن تقوموا به .... لأجلنا ولأجلكم ..... وحتى تصوب مسيرة المصالحة وأن لا تترك لاجتهادات وأراء لا تريد قراءة الواقع ....ومعرفة الحقائق ..... لذا نقول بكل ثقة وايمان عميق لكم سيادة الرئيس ( لا تتركونا وحدنا ) ....ولا تجعلوا مما يقال بالاعلام العبري  مجرد اقتراب للحقيقة ..... بل أنه بعيد كل البعد عن الحقائق الثابتة .....والتاريخ الممتد والعلاقات الاستراتيجية التي لا يمكن أن تصاب بالضعف مهما تعددت الأسباب والذرائع .
( لا تتركونا سيادة الرئيس ) في قلب الصحراء .... لا تتركونا للضياع ..... لا تتركونا للمجهول .... وما يدبر ضد قضيتنا من مؤامرة كبري لإضاعة ما تبقي .....وانهاء وجودنا ..... لا تتركونا سيادة الرئيس للأمراض الخبيثة .....وللانحرافات الشاذة ....وللأفكار المريضة ..... لا تتركونا سيدي الرئيس للانحرافات والانتحار والادمان ....لقد وصلنا الي حالة يرثى لها ..... ولقد اقتربنا الي نهاية الطريق المظلمة .
سيدي الرئيس عبد الفتاح السيسي
سيادة الرئيس محمود عباس
غزة تريد وحدتها ..... كما تريد كرامتها وعزتها ..... الشعب في غزة يتطلع لبناء واقع أفضل ومستقبل مزدهر لأجياله ..... شعب غزة قدم الكثير وما زال يقدم على مذبح الحرية والاستقلال ويتطلع الي انهاء الانقسام .....ولا نريد أن نعرف من بيده الحق ومن هو على باطل .....مشكلتنا لمن يريد أن يتحدث عنها ليس مختزلة بالكهرباء والماء والغذاء .....لأن هناك اختزال كبير لمشاكلنا وأزماتنا الحقيقية ....مشكلتنا الحقيقة اننا نريد أن نعيش باستقرار وفي ظل قانون وسلطة وطنية ....نريد ان نعيش في ظل مدينة مفتوحة وعمل ميسر وأجيال تبدع وتبتكر ....نريد أن نعيش بظروف حياة عادية نري فيها أبنائنا يتأملون ويفكرون ويخترعون .....لا نريد هذا الواقع المرير بكل سلبياته وازماته ...... لا نريد ان تسرق بسمة اطفالنا ....وفرحة شبابنا ....امهاتنا وآبائنا ..... لا نريد ان يسرق باقي عمرنا دون ثمن والذي ضاع في زحمة هذا الزمن الرديء والاسوأ في حياتنا .
نتمنى على سيادتكم ان لا تتركونا وحدنا ....وان يكون ما جاء بالإعلام العبري مجرد افتراءات واكاذيب ..... وبالإمكان الرد على ما جاء بالإعلام العبري حتي تثلجوا صدورنا ....وتريحوا قلوبنا وتسعدونا ....بما يمكن ان نسمع باستمرار مصر برعايتها وشراكتها وحكمها لإنهاء هذا الانقسام ....وتعزيز وحدة شعبنا ونظامنا السياسي وشراكتنا الوطنية .
كل الثقة بفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي أن تستمر مصر  بتحمل مسئولياتها وأن لا تتركنا وحدنا .
 كما الامل كبير والثقة عالية بالرئيس محمود عباس أن يتحمل كما تحمل...... وان يأخذ بجانبه كما أخذ كثيرا .....وأن يعمل بصبر وثبات ورباطة جأش لأجل 2 مليون من أبناء شعبه الذين لا ذنب لهم في هذا الانقسام الاسود .....وحتى يمكن أن نستكمل مشوار حياتنا ولو حتى بالقليل ... وحتى تنعم أجيالنا بالمزيد من الكرامة والعدالة...... والحياة الانسانية في ظل وطن ودولة مستقلة .
الكاتب : وفيق زنداح

شكرا لك ولمرورك