آخر المقالات

ما بعد الحروب والنزاعات !!!!


ما بعد الحروب والنزاعات !!!
أحد فعاليات منتدى شباب العالم الثاني كانت ندوة هامة وجلسة نقاش متميزة واستيراتيجية وبامكانها ان تكون ارضية مناسبة ليتعلم منها من يريدون ان يتعلموا ... ومن يريدون ان يستفيدوا من دروس التجربة ... وحتى لا تتكرر الاخطاء والازمات ... وعندها يصعب لملمة الاوراق .... كما يصعب معالجة الاخطاء .... التي ارتكبت تحت شعار التغيير والذي لا يمكن ان يحدث بالقوة ... لانه اذا ما حدث يجعلنا نفتح ابواب الجحيم كما قال الرئيس عبد الفتاح السيسي .
جلسة ما بعد الحروب والنزاعات ... واليات بناء المجتمعات والدول أرى اهميتها الكبرى أمام اجيال الشباب والتي تعايشت مع ما يسمى بثورات الربيع ومحاولة البعض باحداث التغيير بقوة الميدان .... وليس بقوة الفكر والعمل والانجاز والحوار .
ما بعد الحروب والنزاعات والتي مرت عبر التاريخ بالغالبية العظمى من دول العالم وما كان فيها من فوارق واضحة .... حول قدرات المجتمعات في وضع اليات بناء مجتمعاتهم ودولهم ... وما يمكن استخلاصه بحكم التجربة من استنهاض الطاقات والامكانيات .... لجعل الازمات وما ترتب على الحروب والنزاعات .... من قدرات مطلوبة ... وجهد اعظم لوضع  اليات بناء تلك المجتمعات والدول .
مثل هذه الندوات وجلسات النقاش الهامة داخل اروقة منتدى شباب العالم الثاني وبحضور الاف من الشباب وبمشاهدة الملايين ممن يتابعون اعمال المنتدى خاصة بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي ... ومداخلاته الهامة والتي تنطلق بحكم تجربة غنية ... ومعالجات هامة تم العمل على اساسها لتجاوز ما ترتب على الفوضى من فلتان أمني وتعطل باليات الانتاج .... وغياب العمل ... والضعف الاقتصادي .. كما الانهيار بميزانية الدولة وقدراتها الاحتياطية .. كما حالة الفراغ وتسرب عناصر الاجرام والارهاب والتخريب بداخل البلاد والعبث بامن واستقرار الوطن .
ما حدث بحكم التجربة يؤكد ان الدولة ومؤسساتها يجب المحافظة عليها بحدقات العيون وان تكون ساكنة بالقلوب ... وان لا تكون على الاطلاق محل نزاع او منافسة .... بل يجب على الجميع داخل المجتمع ان يعمل على اسناد ودعم وتقوية مؤسسات الدولة بما يحفظ القانون والنظام العام ... وبما يخدم المجتمع بكافة فئاته وشرائحه .
الرئيس عبد الفتاح السيسي  وفي مداخلته بجلسة النقاش الهامة اراد ان يوصل برسالته ان تقدير الشعوب والرأي العام في الدول التي واجهت الازمات تختلف وتتباين كثيرا ... قبل وبعد حدوث تلك الازمات ... والتي لها تكلفة انسانية ومالية واخلاقية كما عبر عنها الرئيس السيسي والتي تعرض تلك المجتمعات الى ازمات وفوضى .
الرئيس السيسي قال ان الشعوب التي طالبت بالتغيير تحركت  بحسن نية بهدف الاصلاح لكنها  خسرت من جراء الفوضى .. بأكثر مما كانت ستخسره  اذا استمر الوضع في بلادهم دون تغيير .... وهذا من واقع التجربة المصرية والتي تحدث عنها الرئيس عبد الفتاح السيسي ... بأن الشعب المصري عاش كل يوم في مرار ومعاناة من اجل الحفاظ على الدولة المصرية ومئة مليون مصري .
التجربة المصرية بشكل خاص وعلى وجه التحديد ... كانت تجربة غنية ومليئة بالدروس والعبر واستخلاصاتها كفيلة بان تكون تجربة يمكن الاستفادة منها والبناء عليها وعدم الوقوع باخطائها  ..... وما ارتكب تحت شعار التغيير من فوضى وفلتان امني واخلاقي وهدم وتخريب لمؤسسات الدولة واعتداء اجرامي على المؤسسات الامنية والممتلكات العامة والخاصة .
تعطيل شبه كامل لمؤسسات الدولة المصرية تحت شعار ما يسمى بالثورة والتغيير  .... وهي ليست بثورة ...  بقدر ما كانت مخططا ضد مصر وامنها واستقرارها  .... كما انها لم تكن تغييرا بحكم النتائج التي قلصت من قدرات الدولة وموازنتها وقوة العمل بداخلها وحجم الاستثمارات التي تراجعت .... والمشروعات التي اغلقت .. وحركة التجارة التي تراجعت .. كما حركة السياحة .
كل شئ تعطل وتراجع تحت شعار التغيير .... والذي حاول استخدام بعض وسائل القوة والتي بالفعل تفتح ابواب الجحيم .
جماعة الاخوان باستخدامها السلاح والقتل ومداهمة مراكز الشرطة ومؤسسات الدولة وبكل هذا العنف المستخدم ضد المجتمع المصري كان لا بد وان يكون مصيرهم الفشل .... وان يتراجعوا الى حيث كانوا ... وان تستعيد الجماهير المصرية ثقتها وقدرتها ومقومات قوتها بفعل مؤسسات الدولة والقيادة الحكيمة لاعادة الامور الي نصابها .... بل واكثر من ذلك استنهاض لطاقات البلاد وحشد امكانياتها واستثمارها بصورة أمثل .. والتحرك على كافة المستويات والصعد لاجل زيادة حجم الاستثمارات والمشروعات الاستيراتيجية وتنمية القدرات وتوفير الامكانيات التي تساعد على قوة المجتمع ومؤسساته .
من السهل على المنظرين واصحاب الشعارات ان يضعوا ويرسموا من الشعارات الكبرى التي يمكن من خلالها دغدغة عواطف الناس ومحاكاة احتياجاتهم واخذهم الى مربعات يرسمونها بمخططاتهم لاجل تحقيق نواياهم واهدافهم .... لكنهم بالحقيقة يأخذون المجتمع الى خارج سياقه ... وبما يتناقض ومصالحه واولوياته .... والتجربة وقد اثبتت عمق نتائجها عندما حاول الاخوان ان يرفعوا من الشعارات لاجل اسقاط الدولة المصرية وجلب بعض الناس بحسن نيتهم وليس تعبيرا عن مقاصدهم الى حيث يريد الاخوان وان يحدثوه من فوضى وفلتان حتى يسهل عليهم السيطرة والتحكم في ظل حالة الفراغ القاتل .... والذي لم يستمر طويلا بحمد الله نتيجة لصحوة الجماهير واعادة مؤسسات الدولة لدورها وبناء ذاتها .
التجربة المصرية والتي كانت محور مداخلة الرئيس السيسي بجلسة نقاش ما بعد الحروب والنزاعات واليات بناء المجتمعات والدول ... كانت تجربة تستحق ان تؤخذ كمثال عملي  :-
اولا  نتيجة ما حدث من فوضى وفلتان بفعل الاخوان والذين ارادوا احداث التخريب بالبلاد وكأنهم الاحرص عليها وهم بافعالهم كاذبون  
وثانيا ان ما لم يتم اكتشافه في البدايات الاولى برغم الاعتداء على مراكز الشرطة وحرقها كما المؤسسات كما الفوضى والقتل والسحل وعصابات الاجرام والسرقة و الجماهير قد لامست بتجربتها ان من يختلف مع الجماعة يطلقون الرصاص عليه ويقومون بتعذيبه وسحله فهل مثل هذه الجماعة تطالب بالتغيير ؟! الا اذا كان التغيير بمفهومهم تركيع للشعب ولمؤسسات الدولة !!
وثالثا قدرة الشعب المصري على كشف الحقيقة مبكرا واستعادة انفاسه ما بعد نفاذ صبره وخروج ما يزيد عن 30 مليون مصري بثورة الثلاثين من يونيو كانت الصفعة الاكبر .. والرسالة الاقوى ... والحدث الاهم .... للقول بأن التغيير الذي ينتظره الشعب المصري ... هو التغيير الوطني .... والبناء الذاتي لقدرات ومؤسسات الدولة .... واستنهاض كامل الطاقات والامكانيات  .... واستثمار عقول الاجيال وخبراتها من خلال الابداع والابتكار والعمل الجاد لاجل محاربة الفقر والجهل وضعف الانتاج وزيادة موارد الدولة وامكانياتها بالعمل وليس بالشعار ... بالنظام وليس بالفوضى .... بمشاعر محبة الوطن وليس الحقد عليه .
ثقافة مصرية وطنية ممتدة  تم تتويجها والبناء عليها بثورة الثلاثين من يونيو والتي اكسبت التجربة قوة اكبر ودراية اشمل ومعرفة كاملة باحتياجات المجتمع المصري واليات بناءه وتطويره ... وهذا ما يحدث بالفعل اليوم بحكمة الرئيس  السيسي وتحركه ومتابعته الدائمة وما يجري العمل عليه من قبل كافة مؤسسات الدولة المصرية من جهد مخطط واستيراتيجي صوب مصر المستقبل 2030 باعتبارها خطة استيراتيجية ذات مرتكزات وطنية وذات انفتاح على العالم لاجل الامن والسلام والازدهار .
الكاتب : وفيق زنداح
شكرا لك ولمرورك