آخر المقالات

الحق علي مين !

تضارب التصريحات للقيادات والمسئولين.... يضع الرأي العام أمام حالة من الحيرة ....وعدم الثقة بكل ما يقال ....لما تحمله تلك التصريحات من ضبابية وعمومية ...وكلمات تنسف ما بعدها ..... وما قبلها ....وتتناقض مع بعضها اذا ما تم تحليلها والتدقيق بصياغاتها .
الرئيس محمود عباس ...قال أنه موافق على مبادرة الفصائل ....رغم أنها لم تكن كما كان يريد ...كما قال أن حماس ليس علي استعداد لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية ...وكان الرد السريع من قبل حماس ومن خلال الناطقين باسمها ...وحتي نائب رئيس المكتب السياسي الدكتور موسي أبو مرزوق انه أكد علي استعداد الحركة اليوم أو غدا لإجراء تلك الانتخابات ..لكنه أضاف أن مبادرة الفصائل بخصوص معبر رفح يكتنفها الغموض ..وأنها تحتاج الي المزيد من التفاصيل .
بالأمس القريب ....حماس تجتمع مع لجنة الفصائل بخصوص المعبر ....ويتحدث الناطق باسم حماس السيد سامي ابو زهري أن اللقاء جاد وصريح ...وأن حماس اكدت للفصائل ترحيبها بوصول الحكومة الي غزة ....للقيام بكل مسئولياتها في المعبر وغيره ....وأضاف أن حماس لا تمانع في تسلم لجنة وطنية من الفصائل مهمة الاشراف علي المعبر ....وأضاف أنه تم الاتفاق علي استكمال النقاش حول ذلك في لقاءات قادمة !! .....وصباح اليوم جاء التصريح من السيد وليد العوض عضو المكتب السياسي لحزب الشعب والذي قال أن حماس قد تقدمت بخيارين أولهما :أن تتولي حكومة التوافق مسئولياتها بشكل كامل ورزمة واحدة بما فيها ادارة معبر رفح ....وثانيهما: تشكيل لجنة فصائلية للإشراف علي المعبر ...وقد تم رفض الخيارين علي أساس تمسك الفصائل بمبادرتها ....في حين طرحت حماس العديد من الاستفسارات والنقاط التي تتطلب من وجهه نظرها الاجابة عليها ...في حين أن الرد علي مثل هذه النقاط والاستفسارات مهمة اللجنة الفنية ....علي اعتبار أن دور الفصائل لحل أي استعصاءات كما قال السيد وليد العوض .
فأين تكمن المشكلة ؟؟!! ...وأين حقيقة التباعد وعدم التوافق والوصول الي حل جذري ؟؟!!.
بالإمكان أن نبحث مع المنجمين .....وقارئ الفنجان.... حول التفسير الحقيقي للنوايا ....وما بداخل القلوب ...وما يعشعش في العقول ...في ظل هذه المناظرات والجدل السياسي العقيم ..واللقاءات المستمرة ....دون انتاج لأي بارقة امل.... يمكن أن تحرك المياه الراكدة ....وأن تخفف عن المواطنين ألامهم وعذاباتهم ...وضيق أحوالهم .
ليس من المنطق ....استمرار هذا السيل الجارف من التصريحات المتناقضة..... الصادرة عن الفصائل ....والتي لا يفهم منها الا ما يعمق الازمة ....وما يزيد من حالة الانقسام ....وما يجعل التباعد والخلاف سيد الموقف ....والمتصدر للمشهد ...وكأن الشعب غائبا ...ولا يأخذ بالاعتبار ...حقيقة موقفه ...وما يعاني علي مدار سنوات في ظل انقسام ليس له أي مردود ايجابي ...بل علي العكس .....انقسام يقتل المعنويات ....ويضرب نسيج المجتمع ....ويزيد من الهموم ...في ظل تزايد المناكفات والتجاذبات .....وكأن الفصائل غائبة عن ظروف شعبها ....ومتطلباته الحقيقية .
ما بين هذا التصريح ....أو ذاك ....نبحث عن الحقيقة ....ونبحث عن حقيقة النوايا ...في ظل تصدر أزمة الثقة ...وحالة الفصائل..... التي لا زالت تتأرجح في قول الحقيقة الكاملة لمن ينتظر ....ويراقب .....ويدفع الثمن .
أي محاولة تضليل الناس ...واستمرارية التلاعب بالكلمات والمواقف ....ومحاولة تحميل المسئولية ....مشاعا ما بين الاطراف جميعا ....فيها من العمومية وزيادة للضبابية ....ولا تؤدي الى حقيقة الموقف ...والي صراحة الحديث ...والي شجاعة القرار .
شكرا لك ولمرورك