آخر المقالات

الصدر ونصرالله ... والاهم العراق ولبنان


الصدر ونصرالله ... والاهم العراق ولبنان
مقتدى الصدر بتصريحه المعلن كان اكتر ذكاءا وواقعية من حسن نصرالله زعيم حزب الله اللبناني .... حيث قال الصدر وبما معناه ... من لا يستطيع ان يلبي مطالب الناس فليرحل قبل ان يزال !!! في ظل استمرار المسيرات والمظاهرات داخل العراق احتجاجا على الاوضاع الاقتصادية ورفضا للطائفية الحزبية وما تمثله من فساد وافساد بمؤسسات الحكم وما يجري من تدخل ايراني وصل الى حد الاحلال للاحتلال الامريكي .
الشيخ حسن نصرالله أمين عام حزب الله وقف بعكس التيار الحادث في لبنان محافظا على العهد والحكم .... ورافضا لشعارات المتظاهرين ومشككا بمنطلقاتهم ورافضا لتوجهات المتظاهرين لإنهاء الطائفية وبناء نظام سياسي قائم على لبنان بشعبه وبكافة فئاته وشرائحه دون ادنى تحكم لطائفة دون اخرى وانهاء لحالة  الطائفية الحزبية وما اعتراها من فساد وافساد .
حزب الله اللبناني وقد تأسس في ظل ظروف احتلال اسرائيلي لجنوب لبنان ... وقد قام الحزب بواجبه كما كافة القوى اللبنانية في مقاومة المحتل حتى  الانسحاب .
تحت شعار المقاومة والممانعة والطائفية والعلاقة مع ايران بنى حزب الله قوته العسكرية والمؤسساتية بدعم ايراني كامل .
من هنا سعى حزب الله للمشاركة بالحكم وزيادة النفوذ عبر مجلس النواب والحكومة من خلال وزرائه وبما يسمح به الدستور اللبناني الذي يطالب المتظاهرين بتغييره ... في ظل رئاسة مجلس النواب من قبل نبيه بري (الشيعي ) .. بحسب الدستور واسقاط الحكومة التي يترأسها الحريري .
حزب الله قد دخل الحكم من خلال مجلس النواب ومجلس الوزراء الذي يترأسه حسب الدستور (سني) .
تجربة حزب الله بممارسة الحكم قد تعدت اسس المشاركة والشراكة ليجد اللبنانيين قبل سنوات قليلة ان افراد حزب الله قد سيطروا على بيروت الغربية خلال دقائق !!!! أي انه استخدم السلاح في فرض رؤيته واجندته في الحياة السياسية اللبنانية ... وهذا ما اشار اليه نصرالله في خطابه عندما قال اذا ما نزل حزب الله الى الشارع فانه لن يعود !! في اشارة تهديدية للمتظاهرين وعدم القبول بمطالبهم كاملة .
لبنان دولة مستقلة ذات سيادة لا يقبل فيها بوجود مليشيات مسلحة وعلاقات وتدخل خارجي ايراني يزداد باتساعه وحضوره الواضح والمؤثر بمجمل الحياة السياسية الاقتصادية والاجتماعية ... كما لا يصح ان يكون لبنان مقسما بداخله ما بين بيروت الغربية والضاحية الجنوبية وما بين بيروت الشرقية وجبل لبنان وما بين الشمال والجنوب ... هذه التقسيمات بلباسها الطائفي وبميلشياتها المسلحة لا تخدم لبنان في مواجهة ازماته الاقتصادية  والطائفية الحزبية ... وما ولدته من فساد وافساد بالحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية .
الدولة اللبنانية يجب ان تحكم من خلال مؤسساتها وفي اطار دستور جديد ينهي حالة الطائفية الحزبية وتقسيماتها المناطقية والمصلحية .
هذه التقسيمات وقد جاءت بظروف حرب داخلية واستثناءات لن  تخدم لبنان وشعبه الذي كفر بالطائفية وحالة التعصب والتحزب والتعبئة وما جرى من تقسيمات وثقافات تؤهل للمواجهات والحرب الداخلية بأكثر مما تؤهل للدولة الواحدة ... وللشعب الواحد وللنظام السياسي الواحد بمؤسساته الذي يخدم الجميع .
الشيخ حسن نصرالله وحزب الله اذا ما ارادوا للبنان الخير والسلام فعليهم بإنهاء حالة الفوقية السياسية والشعاراتية التي كانت بمرحلة سابقة أكثر قبولا في ظل مقاومة المحتل والتي تتلاشى في ظل المرحلة الحالية وما يواجه لبنان من ازمات اقتصادية وحالة الفساد داخل مؤسساته .
ليس من القانون والدستور والعلاقات الوطنية الداخلية ان يشكل حزب الله قوة اكبر من الجيش اللبناني وان ما يمتلكه من سلاح اقوى مما يمتلك الجيش ... وان نفوذه وسيطرته اكبر من قوى الامن اللبناني والحكومة .
لبنان يسير بالاتجاه المعاكس لاستقراره وسيادته فلقد انتهى الاحتلال ودور لبنان المقاوم ولم يعد هناك مجالا لقوة عسكرية موازية .... بل واكبر من قوة جيش لبنان الدولة وبهذه المساحة من  التدخل الايراني الذي اصبح واضحا وجليا وعلى كافة المستويات .
يجب ان يعود لبنان لاستقراره واهله وشعبه وان يتقدم على طريق دستور جديد ونظام سياسي ديمقراطي ينهي حالة الطائفية الحزبية بكل فسادها وافسادها ....ز حتى ينعم لبنان بأمنه واستقراره وازدهار شعبه .
الكاتب : وفيق زنداح
شكرا لك ولمرورك