آخر المقالات

الانتخابات .... وتعدد الاراء !!!


الانتخابات ... وتعدد الآراء !!!
غرابتي واندهاشي يكمن بتعدد الآراء حول اهمية اجراء الانتخابات ... البعض يرفضها !!! والبعض يشكك بها !!! والاغلبية تؤيدها حتى قبل اجراءها بحكم واقع وصل به الحال الى عدم المقدرة على تحمل هذا الفلتان السياسي ... والتنظير والاجتهاد بما يحكم مصالح ذاتية وحزبية !!! وكأن الشعوب تفوض للابد ... وتنتخب لأبد الدهر ... ولا عودة لصناديق الاقتراع .... وارادة الشعب صاحب الحق الوحيد في اختيار قياداته وممثليه
اعلان الرئيس محمود عباس عن العمل للذهاب لانتخابات عامة ... باعتبارها المخرج من هذا الواقع المأساوي الذي وصلنا اليه ... والذي لا يريد البعض ان يرى المشهد بكافة تفاصيله وان ينظر ما بين اقدامه ... وان ينظر علينا بأن الانتخابات ليست خلاصا مما نحن عليه !!!!وان الانتخابات تحت الاحتلال ليست بانتخابات حقيقية وديمقراطية .... وقد نسى البعض ان هناك تجربتين لتلك الانتخابات بالعامين 96 ... و 2006 .... وان تلك الانتخابات كانت أحد نتائج وافرازات اتفاقية اوسلو الموقعة بالعام 93  وكأن المطلوب من وجهة نظر البعض ما بعد وصولنا الى هذا الحال .... لإجراء الانتخابات ما بعد التحرير واستكمال السيادة !!!! ومشاركة كافة ابناء الشعب الفلسطيني بكافة اماكن تواجده .
من يريد ان يعمل بالسياسة وفق الظروف والمعطيات ومعادلاتها القائمة لا يكفي عليه ان يرفض !!! او يشكك !!! بل المطلوب البحث عن كل ثغرة ... وامكانية ... ومعالجة ... لاختراق هذا الواقع البائس والخروج من هذا الانقسام ... بما يحدد ... وبعطي كافة القوى السياسية ... والارادة الشعبية حرية الترشح والانتخاب .... وان لا يكون هناك من الموانع النظرية .... او السياسية ... حتى وان كانت صحيحة بأوضاعها الطبيعية في ظل بلد حر ومستقر .
اما نحن وقد كتب علينا ما لم يكتب على غيرنا .... كتب علينا اتفاقية سياسية لم يلتزم العدو بها وكان يجب الانتهاء منها بالعام 99 ... ولا زال هذا العدو يماطل ويسوف ويخرج النصوص عن موضعها ... والاهداف عن مكانها ... استغلالا لمعادلة دولية ... وحالة عربية ... والاهم حالة فلسطينية لا تتسم بالمسؤولية ولا حتى بالحرص واليقظة الوطنية... بل حالة فلسطينية مشتتة ... منفلتة ... فيها من الخاص اكثر من العام ... كما فيها من المصالح الشخصية بأكثر من المصالح الوطنية .
نجامل بعضنا الى حد النفاق .... ونحاول ان ننظر بما يمتلك كلا منا من قدرة بلاغية وعلوم سياسية ... اعتقادا ووهما منا ان بإمكاننا ان نقنع الاخرين بوجهة نظرنا ... وان نسيرهم الى حيث الرفض للانتخابات !!!! او التشكيك بأهميتها !!!! و ان اجراء الانتخابات لن يخرجنا من واقعنا !!!! بل ربما يزيد من تعقيد المشهد الداخلي .
كلام مرسل ... ومشكوك بصحته وتحليله ... وليس فيه ما يعبر عن ارادة خالصة لإجراء انتخابات نزيهة بكافة ربوع الوطن والوصول الى نتائج وحصاد انتخابي  .... يعرف الجميع ان التفويض ليس ابديا وان اجراء الانتخابات محكومة بمدة قانونية يعود بعدها حق الشعب الفلسطيني في اختيار قياداته وممثليه .
نقرأ كثيرا بخصوص الانتخابات ولسنا بموضع الرد على احد لكننا بواقع القول الصريح والواضح والمباشر ان الانتخابات تعتبر المخرج الممكن والوحيد للخلاص من هذا الواقع البائس واليائس ... من هذا التشتت بالمشهد القائم من هذا التنظير الذي وصل الى حد التضليل ومحاولة خداع الرأي العام .
صحيح ان الانتخابات ومهما كانت نتائجها لن تكون حلا لكافة مشاكلنا وازماتنا الداخلية ولا حتى انهاء لحالة الصراع مع العدو المحتل ... لكنها رسالة وطنية ديمقراطية سياسية للعالم اجمع ان الشعب الفلسطيني برغم احتلال ارضه لا زال يمتلك ارادته الحرة في اختيار قياداته وممثليه وان الاحتلال وممارساته لن تكون مانعا او عائقا لإظهار حرية ارادة شعبنا في قول كلمته الفصل من خلال انتخابات حرة ونزيهة وبإشراف دولي وعربي .
مثل هذا الفعل الديمقراطي السياسي له مردود ايجابي على الصعيد السياسي .... كما له مردود وطني على الصعيد الداخلي حتى تعي القوى السياسي مقدار حجمها وثقلها ما بعد سنوات عجاف وصل فيها الناس الى قناعات جديدة ستكون محصلة لنتائج الانتخابات القادمة .
الذهاب للانتخابات سيبقى المخرج ... برغم وجهة نظر الرافضين !!! والمشككين لأننا وقد طال انتظارنا بعد ان تركنا كافة القوى لاتفاقياتهم وحواراتهم وبعد ان وصلوا بعد ما يقارب 12 عام الى طريق مسدود كانت الدعوة للانتخابات امر ضروري ووطني ... ومخرجا عمليا .... مهما   كانت الآراء وتعددت .
الكاتب : وفيق زنداح
شكرا لك ولمرورك