آخر المقالات

الذكرى ... الصفقة... والرئيس عباس



الذكرى ... الصفقة... والرئيس عباس

تتوالى الاحداث والمناسبات والذكريات ... حتى جاءت الذكرى ال29 لاعلان وثيقة الاستقلال ... والتي تم الاعلان عنها من الجزائر بالعام 1988 بالدورة التاسعة عشر للمجلس الوطني الفلسطيني ... وبصوت القائد ومفجر الثورة الفلسطينية المعاصرة الشهيد الرمز ياسر عرفات ... الذي أعلن عن قيام دولة فلسطين بصوت مدوي في ظل تصفيق حار وفرحة غامرة .... وشوق كبير لامكانية تجسيد هذه الدولة على الارض الفلسطينية .
انقلبت الموازين السياسية ... واستطاعت القيادة الفلسطينية الخروج من حصارها السياسي والمالي من تونس حيث مقر القيادة ... ما بعد الرحيل من العاصمة اللبنانية بيروت بالعام 1982 بعد حرب هيا الاطول بتاريخ الحروب ... وما بعد صمود اسطوري ... تفوق على كافة عناوين الصمود في الحروب العالمية .
اعلان وثيقة الاستقلال استند على القرارين 242 , 338 استنادا قانونيا للقرار 181 .
استمر التحرك السياسي الفلسطيني ما بعد اعلان وثيقة الاستقلال ... حتى وصلنا الى محطة مؤتمر مدريد للسلام بالعام 1991 ومن ثم لقاءات واشنطن وحتى الوصول الى اتفاقية اوسلو بالعام 1993 وما جرى من تأسيس او سلطة وطنية فلسطينية ... وبداية مشوار التفاوض لتنفيذ ما جاء باتفاقية اوسلو من مراحل ثلاثة اخرها بالعام 1999 والتي ستفضي الى دولة فلسطينية بحدود الرابع من حزيران 67 .
وكما يعرف الجميع وكما تتحدث الوقائع ... وما تم تأكيده على واقع الارض فان الحكومة الاسرائيلية لم تلتزم بالاتفاقيات الموقعه ... حتى انها قد تجاوزت ما تم الاتفاق عليه من خلال استيطانها وممارساتها التعسفيه وتهويدها للمقدسات والارض الفلسطينية وبناء الجدار العنصري ... واتخاذ المزيد من القرارات المجحفة بحقوق الفلسطينيين وعدم اعطاءهم فرصة الحياة والسيادة والامن على ارضهم وفي ظل سلطتهم الوطنية .
استمرت القيادة الفلسطينية كما الامة العربية بالسعي الصادق من اجل تحقيق السلام وانهاء الصراع ... كانت قمة بيروت العربية وما صدر عنها من مبادرة السلام العربية ... والتي هي بأساسها مبادرة سعودية تم الاعتراف بها من خلال القمة العربية وحتى المؤتمر الاسلامي ... حتى اصبحت قاعدة سياسية قانونية ... عنوانها الارض مقابل السلام ... الا ان اسرائيل لم تلتفت لهذه المبادرة ... ولم تقدم خطوة واحدة لاجل تحقيقها والعمل بها .
منذ ذلك التاريخ وحتى الان ... والطرح الفلسطيني العربي الاسلامي يدور حول مبادرة السلام العربية في ظل غياب الارادة الاسرائيلية ... كما غياب الارادة الامريكية التي عملت على ادارة الصراع ... وليس حل الصراع .
المنطقة العربية الشرق اوسطية وقد شهدت تقلبات ومتغيرات ... في ظل مخططات ومؤامرات ... كانت بدايتها حرب الخليج ... وما تم طرحه امريكيا حول الفوضى الخلاقة والشرق الاوسط الصغير والكبير ... وما اسفرت عنهم النتائج بما يسمى بثورات الربيع وما تولد داخل المنطقة من جماعات ارهابية تكفيرية ... انتشرت كالنار بالهشيم ... لتخرب وتقتل وتدمر وتهجر الناس عن اوطانها ... في ظل مشروع أعادة توطين الشعوب .. لتزداد التحديات وتضعف مقومات الامة .
حتى وصلنا الى كل ما يقال ... وما يصرح به ... وما يتم تسريبه من خلال الادارة الامريكية الجديدة ... ادارة ترامب ومن خلال جابسون غرنبلات مبعوث ترامب للسلام في الشرق الاوسط وجاريد كوشنر مستشار الرئيس ترامب ومحاولات الايحاء بأن هناك شئ ما سوف يتم طرحه لتسوية النزاع ... ومحاولة أخذ الموافقات الفلسطينية من شئ ... لم يطرح بعد ... ولم يدرس .. ولم يناقش ... ولم يتم الاعلان عنه .
كل ما هنالك تسريبات صحفية حول جوهر الحل واطاره ... وما سوف يقدم ... وما سوف يؤجل ... وكأننا قد اصبحنا نتعامل بالقطعه ... وبسياسة المراحل ..  مع قضيتنا ونيل حقوقنا .
ما يتم تسريبه والاعلان عنه ذات علاقة بمفهوم سلام اقليمي من ضمنه ايجاد حل للقضية الفلسطينية ... الا ان ما يسرب وحتى لا ندخل بتفاصيله وغياب حدوده ... كما غياب عاصمته ... ومن يقف ويدعم مثل هذه التوجهات ... وما تستمر عليه التسريبات الاعلامية حول مواقف بعض الاطراف الضاغطة والداعمه لما يسمى بصفقة القرن ... او الحل الاقليمي ... وحتى لا نتعجل من أمرنا ... وحتى لا نأخذ على عاتقنا ردا سريعا ... غير مدروسا في اطار ردات الفعل ... حول كل ما يمكن ان يطرح او يصرح به وما يمكن ان يهول .. ويضخم ... تحت مسميات وعناوين متعددة .
الموقف السياسي الفلسطيني الذي اعلن عنه الرئيس محمود عباس اكثر من مرة وبالعديد من المؤتمرات ... والخطابات المعلنة محدد بالتالي :-
اولا :- الالتزام بقرارات الشرعيه الدولية ومبادرة السلام العربية وبكافة قرارات القمم العربية .
ثانيا :- الالتزام بكافة قرارات المجالس الوطنية المتعاقبة وكافة المؤسسات الشرعيه الفلسطينية المجلس الوطني و المركزي واللجنة التنفيذية .
ثالثا:- الاقرار الفلسطيني بأن حدود الدولة الفلسطينية المستقلة بحدود الرابع من حزيران 67 وعاصمتها القدس الشرقيه .
رابعا :- ان السلام المطلوب هو السلام الذي يحقق الامن والاستقرار لكافة دول وشعوب المنطقة والعالم ... وليس سلاما قائما على الغلبة للأقوى .
خامسا :- السلام بالمفهوم الفلسطيني ... كما الدولة الفلسطينية بالمفهوم الفلسطيني والعربي والاسلامي والاممي دولة مستقلة ذات سيادة خالية من المستوطنات والمستوطنين غير الشرعيين ... دولة تعزز من أمن واستقرار المنطقة والعالم ... وتكون شريكا فاعلا في ازدهار وتنمية وسلام المنطقة .
سادسا :- ثقافة السلام والامن لجميع شعوب المنطقة في اطار حدود امنه ومعترف بها ... وفي واقع علاقات طبيعيه بين كافة شعوب المنطقة ودولها .
ما سبق سرده يعبر عن توجهات حقيقية وصادقه حول توجهات السلام الفلسطيني بحده الادنى ... والذي يمكن ان تعيش فيه الاجيال بأمن وامان ... ومستقبل مزدهر ... أما اذا كانت حكومة اسرائيل غير قادرة على اتخاذ خطوات السلام على طريق دولة فلسطينية مستقلة بحدود الرابع من حزيران 67 بعاصمتها القدس الشرقية .
فنحن هنا اصحاب الارض التاريخيين ... اصحاب جذورها وتراثها ... ثقافتها وكافة معالمها ... نحن اصحاب الحق التاريخي والواقعي بحكم التاريخ والجغرافيا والديموغرافيا وشهادات ميلاد كل منا ... وعنوان منزل كل منا ... ومقابر أجدادنا وأجداد أجدادنا .
ليكن حل الدولة الواحدة ... اذا ما كانت حكومة اسرائيل لا تمتلك شجاعه تحديد حدودها ... واستغلال فرصة تاريخية لا يمكن لها ان تعود ... واذا ما كانت هناك من التسريبات الاعلامية ما يمكن ان يكون صحيحا ... فلا دولة فلسطينية دون سيادة وحدود وعاصمة اسمها القدس ... لا حل للنزاع بنظام القطعه ... فلقد جربنا نظام الخطوات والمراحل ... واوسلوا ليست ببعيدة والتي كان من المطلوب الانتهاء منها بشهر مايو 99 ليكون لنا دولة بحدود الرابع من حزيران 67 وعاصمتها القدس .
السلام .... وانهاء النزاع والصراع ... ليس مصلحة فلسطينية فقط ... لكنهة مصلحة اسرائيلية ايضا ... كما انه مصلحة شرق اوسطية وعالمية ... في ظل تهديدات لا تتوقف وتحديات لا زالت ماثلة أمام اعين الجميع .

الكاتب : وفيق زنداح
شكرا لك ولمرورك