آخر المقالات

نحن ... ومصر العرب ... وامريكا



نحن ... ومصر العرب ... وامريكا

اولا نحن اصحاب الارض والحقوق والمقدسات ... نحن اصحاب فلسطين بتاريخها وجغرافيتها ... بأثارها وما في باطن ارضها .... وما فوقها .. نحن من سلبت حقوقنا ... ومن نهبت ارضنا ... ومن احتلت بلادنا ... نحن الذين نواصل طريقنا  عبر مسيرة نضال طويل ... وعلى مدار عقود طويلة ... وتاريخ حافل ... قدمنا فيه عشرات الالاف من الشهداء والجرحى والاسرى ... تاريخ طويل قدمنا فيه عذابات والام الملايين من ابناء فلسطين داخل الوطن السليب ... ومن هم بالشتات والمنافي ومخيمات اللجوء .
نحن ابناء فلسطين وعبر كافة الاجيال .. كما عبر المنعطفات والمحطات نقدر لابناء عروبتنا مواقفهم ومساندتهم ودعمهم ... ووقوفهم الي جانبنا ومعنا .
نحن لا نتحدث عن العرب من منطلق المجاملة والاخوة ... واننا ابناء أمة واحدة ... بل أكثر من ذلك ... نتحدث عن العرب الذين قدموا من اجلنا ... وضحوا بخيرة ابناءهم لاجل فلسطين وشعبها .
ليس منا نحن اهل فلسطين من ينكر على مصر العربية مواقفها ومساندتها ودعمها لنا عبر كافة المراحل ... من منا ينكر او يتجاهل ان مصر قد قدمت الالاف من الشهداء على ثرى فلسطين ولاجلها ... من منا ينكر ما تحملته مصر عبر تاريخ طويل بوقوفها ودعمها لنا ... وحتى تحملها لاخطاء البعض منا .
مصر بالصدارة وعلى رأسنا جميعا .. وبقلوب الملايين من ابناء فلسطين ... تؤكد وبصورة دائمة انها قلبنا النابض ... وانها بوصلتنا ومحل فخرنا واعتزازنا ... لانها مصر التي تساندنا وتدعم مواقفنا ... وتشعر باحساسنا ... وتعمل على تحقيق امالنا والتي تفرح بفرحتنا ... وتحزن بحزننا .. والتي ترفض ما يدبر ضدنا ... وتدعم نضالنا وصمودنا ... كما تدعم السلام الذي نتمناه لارضنا ولشعبنا ... من القاهرة .... قاهرة العروبة والاسلام والازهر الشريف ... بكل المسلمين والاقباط ... وبكل المساجد والكنائس ومواقفهم الرافضة للقرار الامريكي الخاص بالقدس وعلى رأسهم جميعا فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي يتحلى بالشجاعه ... والحنكة السياسية ... باتزان مواقفه والعمل على تصليب الموقف العربي بما يخدم قضية فلسطين وقضايا امتنا .
مصر التي احتضنت العديد من اللقاءات والتي صدر من ارضها العديد من المواقف والقرارات ... كلها تؤكد على الوقوف الي جانبنا ومساندة حقوقنا ... ورفض القرار الامريكي بخصوص القدس .
هذا الموقف المصري الذي تأكد بلقاء الرئيس السيسي مع الرئيس عباس ومع جلالة الملك عبدالله الثاني ... ومع الرئيس الروسي بوتين ... والذي تأكد عبر كلمة الوزير سامح شكري وزير خارجية مصر بالقمة الاسلامية بتركيا ... كما الذي تم تأكيده باجتماع وزراء الخارجية العرب بجامعة الدول العربية بالقاهرة ... والذي تؤكده مصر عبر كافة اتصالاتها وتحركاتها الداعمة لفلسطين ... والرافضة لقرار ترامب باعتبار القدس عاصمة لدولة الكيان ... كما رفض نقل سفارة امريكا الي القدس ... على اعتبار ان القدس عاصمة دولة فلسطين .
موقف واضح وصريح ... ويتأكد عبر كافة المحطات التاريخية ... والذي تؤكده مصر بكل قوة وحسم واتزان ... لاجل اجهاض كافة المشاريع التي تحاول سلب حقوقنا .
وكما مصر ومواقفها ... يقف العرب جميعا بشرقهم وغربهم بشمالهم وجنوبهم الي جانب الحقوق الفلسطينية ... حتى وان اختلفت بعض الاجتهادات والتباينات من خلال بعض التصريحات ... الا ان العرب جميعا يقفون الى جانبنا ... ويدعمون حقوقنا ... ويساندون صمودنا .
موقف تاريخي لامتنا العربية ... لا نشكك به ... ولا ننقص من قدره ... بل نؤكد عليه وبكافة المراحل ... مهما تعددت المؤامرات ... واشتد العدوان ... الا اننا على ثقة تامة .. ان العرب لن يخذلون فلسطين وأهلها ... وسيواصلون دعمهم لها والوقوف الي جانبها بكافة المحطات والمنعطفات ... وعبر كافة المنابر والمؤسسات .
فلسطين قلب العرب النابض .. وقبلتهم ... وفيها مقدساتهم الاسلامية والمسيحية ... فيها اقصاهم وقدسهم .. فيها تاريخ طويل لشعب عربي أصيل صمد على أرضه ... وضحى بكل ما يملك من أجل البقاء على ارضه والصمود عليها والدفاع عنها .. والاستشهاد من اجلها .
نحن اهل فلسطين واذ نقدر للعرب مواقفهم مهما كانت توجهاتهم فاننا بذات الوقت بقارب واحد ... وعلى خط مواجهة واحدة ... لمواجهة المخطط الامريكي الصهيوني الذي يحاول العبث بمقدراتنا .. وحقوقنا ... ويحاولون تزييف تاريخنا ... وتغييب حقوقنا ... ونهب مقدساتنا .
الجميع منا وقد أكد ان امريكا قد خرجت عن رعايتها ... وانها قد وضعت نفسها بخانة العداء والانحياز ... وان امريكا قد تعدت الخطوط الحمراء ... وجلبت لنفسها مواقف معادية تهدد مصالحها وتقلب صفحات من الهدوء بعلاقاتها السياسية والاقتصادية مع العرب رغم ادراك الجميع بانحيازها وتحالفها الاستيراتيجي مع عدونا المشترك دولة الكيان .
امريكا ودولة الكيان الاسرائيلي ... وغيرهم ... لا يتعلمون ... لا من  التاريخ ... ولا من  الواقع ... وحتى لا يريدون ادراك المستقبل .
فلسطين بشعبها وأهلها ... وبكل تاريخهم وثقافتهم وحضارتهم ... وبكل ما كتب عن فلسطين من حروب وغزوات ... وبكل ما مر عليها من اعتداءات لا حصر لها .
فلسطين بمئات الالاف الذين استشهدوا على ارضها ... ودفنوا بترابها ... وبكل اصحابها وأهلها عبر التاريخ ... وحتى اجيال الواقع الذين يعيشون على ارضها وبالمنافي ومخيمات الشتات .
فلسطين تاريخ لا يشطب ... وجغرافيا لا تمسح عن الخارطة ... وجذور بباطن الارض وفوق الارض ... فلسطين بالملايين التي تخرج لها بكافة اصقاع الارض بالغرب والشرق والشمال والجنوب لاجلها ... ولاجل حريتها واستقلالها ... وغضبا لقرار امريكي لا يستند الى ادنى حق ... ولا الى أي قانون ... ولا يعتمد على شرعية دولية ... ولا يستند الى عدالة سياسية وتاريخية ... كل ما يمكن ان يقال عنه انه قرار ظالم وجائر ... قرار ارعن واهوج ... قرار حتميته السقوط المدوي تحت اقدام الملايين من الذين سيخرجون بكافة العواصم والبلاد والاوطان ... وحتى من يخرجون بغزة هاشم وبشارع صلاح الدين ... هذا القائد المسلم الذي حرر القدس من الصليبيين والذي سمي بأسمه شارع طويل من بوابة بيت حانون حتى بوابة رفح ... هذا الشارع الطويل الذي يعيد مجد وتاريخ قديم سيملئ بالالاف ... وبرسالة مليونية فلسطينية تقابلها رسائل عديدة من عواصم متعددة لتقول لترامب سيسقط قرارك ... وستسقط صفقتك ... وسيسقط الاحتلال ... وستسقط المؤامرات ... هذا الشارع يذكرني وانا طفلا صغيرا عندما خرجت المظاهرات لتصل الى مبنى الامم المتحدة ووكالة الغوث لترفض قرار التدويل والتوطين قبل ما يزيد عن 6 عقود .
هذا الشعب الذي يخرج اليوم ... بيوم غضب ... وبوحدة فلسطينية ... وبصوت واحد ... من الاطفال والشباب والنساء يعلنون رفضهم لقرار ترامب واسقاطه ... كما اسقاط صفقته ومشاريعه التصفوية .
هؤلاء الاطفال والشباب والنساء الذين خرجوا بصدورهم العارية وهم يواجهون الدبابة والرصاص الحي ... ويتعرضون للقصف بالصواريخ والطائرات ... بملحمة نضالية كفاحية سيبقى التاريخ يسجلها بأحرف من نور .
هذا الايمان الراسخ والعميق والمتجذر بعمق ارضنا ومقدساتنا وقدسنا ... لا يمكن ان يمسح بجرة قلم ... وبورقة لا قيمة لها تم التوقيع عليها من البيت الاسود ... ومن عاصمة الظلم والظلام لاجل نهب الحقوق ... واضاعة المقدسات ... وشطب تاريخ لا يشطب ... ولا يمسح ... ولا يمكن لاي قوة على الارض ان تتجاوز شعب بأكمله ... وامة بأكملها .... مهما كان ميزان القوة ... لان قوة الحق اكبر واقوى ... من حق القوة .

الكاتب : وفيق زنداح
شكرا لك ولمرورك