آخر المقالات

التمكين ..... التحرير ...وقادم الزمان



التمكين ...التحرير ...وقادم الزمان !!
لن نعود إلي حزيران الأسود وما حدث من انقسام ....وما ترتب عليه من نتائج وكوارث وأزمات .....وما تم من مبادرات واتفاقيات وحوارات وجهود لم تحقق نتائجها .....حتى وصلنا الي اتفاق القاهرة الأخير ...وبجهود مصرية ستبقي مسجلة بتاريخنا .... وبذاكرة شعبنا .... للشقيقة مصر .... على دعمها ومساندتها .... واستمرار متابعتها .... لملف المصالحة وإنهاء الانقسام الأسود .... حتى تتمكن الحكومة .....وحتى يجري ما بعد التمكين من انهاء كافة الملفات التي تعزز من وحدة النظام السياسي ....وبسط سيطرة الحكومة والسلطة الوطنية ....وحتى نستطيع مواجهة تبعات وكوارث الانقسام .....وما جري من تدمير وتعطيل لمعظم البنية التحتية ...والخدماتية لما يقارب 2 مليون فلسطيني يعيشون ظروفا قاهرة ومأساوية ....في ظل أزمة كهرباء ومياه غير صالحة للشرب ..... وبحر ملوث ...وبنية تحتية متهالكة ....والأخطر من ذلك 2 مليون فلسطيني لا يشعرون أن هناك حكومة مسئولة عنهم ..... ولا تتابع شؤونهم .... ولا تعالج همومهم  ....ولا تحل أزماتهم .....في ظل أزمات صحية ....وفي ظل بطالة متزايدة ....وفي ظل تدني واضح لمستوي دخل الفرد ....وحتى مستوي دخل الأسرة .
2 مليون فلسطيني يعيشون داخل حدود القطاع .... بحكم وجودهم على أرضهم .....وتراث أجدادهم .... وأبنائهم وبحكم وطنهم الوحيد .... الذي لا يستطيعون مغادرته .... في ظل قلة ما بايديهم..... وتدني مستوي معيشتهم ..... وفقرهم .... الذي وصل به الحد الي التفتيش  بالمخلفات .... وفي الشوارع وأمام المنازل ....والأطفال يتسولون ....والأمهات يجلسون على الطرقات لأجل الحصول على رزقهم .... ممن رزقهم الله .
مشاهد مأساوية إنسانية لأناس فقراء .... لا يجدون قوت يومهم ....ولا يجدون من يساعدهم .... ومن يوفر لهم الحد الأدني لحياة إنسانية ..... كريمة .... تعزز من صمودهم   والابقاء على حياتهم .... في ظل  غياب ظروف معيشية كريمة... ورعاية صحية ....واجتماعية  يمكن أن تكون مقبولة .... بأقل ما في الصومال  مع الاحترام ....وبأقل من أكثر المناطق فقرا وجوعا ومرضا على هذه الأرض ....وكم أجد عيبا أن يكتب عن هذا القطاع الحبيب ....وعن سيناريوهات صهيونية .....وكأننا مقبلين على حرب أهلية ...يأتي الينا من اعلام مسموم ....وهادف ....ويريد احباطنا ...وزيادة عوامل اليأس بداخلنا .... ولكن وللأسف الشديد نحن لا نتعلم ....ولا نعمل بعكس ما يخطط ضدنا ....وما يدبر حولنا ... بل مع الاسف الشديد مرة أخري وكأننا نساعد من يخططون ضدنا ....ومن يعملون لأجل اجهاض معنوياتنا ..... والتخريب على مشروعنا الوطني .
حالة مأساوية .... خارج السياق المطلوب .... بل خارج المعقول والمقبول .... ومعظم ما يخرج عنا .... وعلى لساننا يهدم ما قبله ....ولا يبني ما بعده ....وكأننا نتفنن بالخراب على أنفسنا .... ونحن نعيش بكافة أركان الخراب ..... نتفنن بالكوارث .....ونحن نعيشها منذ عقود طويلة .... نتلذذ على الآلام والأوجاع .....وهي لا تفارقنا ...ولا تغيب عنا .... نتلذذ على المناكفات والتجاذبات ....وكأنها ثقافة نتميز بها عن الآخرين ...ثقافة وسياسة وإعلام ننفرد به ....ونتفنن بإطالة حالة الجدل ....والالتفاف حول أنفسنا ....وكأننا نحارب غيرنا .... بينما نحن نحارب أنفسنا ....ونعطل من مسيرة بعضنا ....ونجعل من أنفسنا بحالة دوار لا نمتلك اسعاف أسبابه. .... ولا تجاوز نتائجه .
العيوب والسلبيات ....الثغرات ....والاخفاقات ..... التي لا تحصي .... ولا نحاول أن نحاصرها  أو نختزل منها ..... أو حتى نقزمها .....تاركين لها الطريق ....باستمرار تواصلها أو حتى استمرار الحديث عنها ....وكأنها منجزات ومكتسبات ..... ولا نحاول بذل أدني جهد ممكن لايجاد الحلول لها ..... وكأننا بأحسن أحوالنا .... وأن ليس بامكاننا أن نفعل الا أن نرقع ....وأن نرتي ...وأن نجمل القبيح ....واذا كان بامكاننا أن نقبح الجميل .....اذا ما كان فينا من جمال .
مصالحة ....وقد تمت بجهد أشقاء أعزاء ..... ومتابعة واشراف .... لا زال مستمرا وقائما ..... مصر التي فيها من المسئوليات ما يكفيها .... تجد نفسها أمام مسئولياتها الوطنية والقومية .... باستمرار جهودها .... حتى اتمام كافة مراحل المصالحة .... حتى جاءت الظروف الصادمة ....لكنها المتوقعة بتحليل السياسيين والكتاب .... حول ما يسمي بصفعة القرن ....وما كان يتم تداوله وفق صفقة القرن ....والمستقبل السياسي والاقتصادي والذي جاء بمقدمته وفي أولي خطواته قرار الرئيس الامريكي ترامب باعتبار القدس عاصمة لدولة الكيان ..... وحول قراره بنقل سفارة أمريكا الي القدس .
قرار جائر وظالم ....ولا يستند الي شرعية قانونية ....ولا الي قانون دولي ..... فكان الموقف المصري باعتداله واتزانه ...وبحكم انها مصر ذات الخبرة السياسية والدبلوماسية .... والتي لها باع طويل بمعالجة الأزمات ..... بالطرق الدبلوماسية تم صياغة القرار المصري أمام مجلس الامن الدولي ..... والذي كان نتيجة التصويت عليه 14 صوتا مؤيدا ...مقابل صوت امريكا الوحيد المنعزل والمعزول ....وحتى ما بعد ذلك قرار الأمم المتحدة حول حق الشعب الفلسطيني بتقرير مصيره ....وبإجماع 176 دولة  غالبية ساحقة في ظل معارضة 7 دول .... وامتناع 5 دول عن التصويت ....وحتى اليوم الأربعاء سيظهر قرار حق الشعب الفلسطيني في السيادة على موارده الطبيعية .... في الاراضي المحتلة بما فيها القدس المحتلة ...... وغدا الخميس سيكون القرار حول القدس والذي سيصدر فيه قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة وبأغلبية الأعضاء رغم الارهاب الأمريكي ..... ومحاولة التهديد والوعيد .....لكل من سيصوت لصالح القرار ....وهذا ما يؤكد على حالة العزلة والانعزال والإرهاب السياسي الذي تمارسه الولايات المتحدة ..... ومعها دولة الكيان والذين يحاولون إيقاف عجلة المجتمع الدولي وقطاره المتقدم ....والمستمر .... لأجل إحقاق الحقوق ....واستعادة الأرض ...وتجسيد دولة فلسطين بعاصمتها القدس .
وبينما نحن بمواجهة أمريكا ودولة الكيان ....نحاول أن نصنع لأنفسنا عثرات ومصاعب .... تبدأ بالتصريحات غير السياسية ....وغير المتوازنة ...ولا تنتهي بالتصرفات غير المحسوبة ..... بكل نتائجها الوخيمة.... وتهديداتها القائمة .... والتي سيكون لها تأثير كبير على مجري الانتفاضة الشعبية المقاومة للاحتلال ..... كما على مجري المصالحة الوطنية ...وما يجري من تمكين حكومة الوفاق .... وما يوفر أرضية خصبة لأصحاب المصالح والنفوذ ممن لا يريدون للمصالحة أن تكون ..... وأن تتجسد ....وأن يتم تمكين الحكومة .
اذا كنا بمرحلة التمكين .....بكل هذا الوقت الطويل ..... واذا كنا بمرحلة التحرير  طوال كل هذه العقود ...... فالي أين يأخذنا الزمن ؟!! ...... الزمن المفتوح دون ضوابط وإيقاع واحكام ....ودون خطة وطنية ....واستراتيجية كفاحية ..... دون فكر سياسي ..... وطني ..... يجمع ولا يفرق ....يؤحد ولا يشتت ..... بعيدا عن الفصائلية ...والتحزبات المقيتة ..... وبعيدا عن المصالح الشخصية ......والأنانية المفرطة...... والتي لم ينتج عنها إلا الويلات والمصائب والأزمات والكوارث .
لم يعد لدينا الوقت للمزيد من التجارب الفاشلة ....ولم يعد لدينا الوقت للمزيد من المزايدات والتصيدات المكشوفة ...ولم يعد لدينا المزيد من الوقت حتى لا نجد أرضا ....وربما لا نجد شعبا ....يمكن أن يؤمن بأي أحد منا .
الكاتب : وفيق زنداح
شكرا لك ولمرورك